منهاتن
عدد الرسائل : 20 تاريخ التسجيل : 27/03/2008
| موضوع: القنبرة والفيل الأربعاء أبريل 09, 2008 8:35 pm | |
| القنبرة والفيل
--------------------------------------------------------------------------------
القنبرة والفيل
يحكى أن قنبرة اتخذت عشا وباضت فيه على طريق الفيل؛ وكان للفيل مشرب يتردد إليه، فمر ذات يوم على عادته ليرد مورده فوطئ عش القنبرة؛ وهشم بيضها وقتل فراخها، فلما نظرت ما ساءها، علمت أن الذي نالها من الفيل لا من غيره، فطارت فوقعت على رأسه باكيةً؛ ثم قالت: أيها الملك لم هشمت بيضي وقتلت فراخي، وأنا في جوارك؟ أفعلت هذا استصغاراً منك لأمري واحتقاراً لشأني؟ قال: أجل هو ما حملني على فعل ما فعلت. فتركته وانصرفت إلى جماعة الطير؛ فشكت إليها ما نالها من الفيل، فقلن لها: وما عسى أن نبلغ منه ونحن الطيور؟ فقالت للقالق والغربان: أحب منكن أن تصرن معي إليه فتفقأن عينيه؛ فإني أحتال له بعد ذلك حيلةً أخرى؛ فأجبنها إلى ذلك، وذهبن إلى الفيل، ولم يزلن ينقرن عينيه حتى ذهبن ببصره وما عاد يهتدي إلى طريق مطعمه ومشربه ولا يأكل إلا من موضعه. فلما علمت ذلك منه، جاءت إلى غدير فيه ضفادع كثيرة، فشكت إليها ما نالها من الفيل. قالت الضفادع: ما حيلتنا نحن والفيل أضخم منا جثة؟ قالت: أحب منكن أن تصرن معي إلى وهدةٍ قريبةٍ منه، فتنققن فيها، فإنه إذا سمع أصواتكن لم يشك في الماء فيهوي فيها. فأجبنها إلى ذلك؛ واجتمعن في الهاوية، فسمع الفيل نقيق الضفادع، وقد أجهده العطش، فأقبل حتى وقع في الوهدة، فارتطم فيها. وجاءت القنبرة ترفرف على رأسه؛ وقالت: أيها الطاغي المغتر بقوته المحتقر لأمري، كيف رأيت عظم حيلتي مع صغر جثتي مقارنة مع عظم جثتك وصغر همتك؟
من كليلة ودمنة ـ بتصرف مع تحيات : طارق القنبره | |
|